المهرجان الوطني لفن الروايس

يندرج المهرجان الوطني لفن الروايس، الذي أصبح منذ سنوات ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، في مدينة الفن والفنانين ، مدينة الدشيرة الجهادية، و في إطار سلسلة مهرجانات الفنون الشعبية التي تشرف على تنظيمها وزارة الثقافة على الصعيد الوطني. وهو بذلك يعد مناسبة للتعريف بهذا الفن التراثي الأصيل كمكون من مكونات التراث الموسيقي والفني ببلادنا، كما يشكل مناسبة لإلقاء المزيد من الضوء على الجوانب المختلفة للتراث الفني الذي تزخر به منطقة سوس ومحطة يستعيد من خلالها هذا الفن الغنائي والأدبي الراقي وضعه ضمن كوكبة الفنون التي ينتمي إليها وتشكل الإطار الحقيقي لاشتغاله.
وقد استطاع هذا المهرجان التراثي منذ انطلاقته سنة 2006، وبفضل القيمين عليه من وزارة الثقافة والمجلس الجماعي للدشيرية الجهادية أن يحدو حدو المهرجانات الوطنية الكبرى. نظرا لما يلعبه من أدوار سواء فيما يتعلق بالتعريف بهذا الموروث الثقافي والفني الفريد والمتميز لمنطقة سوس، ولما يتيحه من فرص للتواصل والالتقاء بين الفنانين والمبدعين والباحثين والمهنيين وكافة المهتمين، وذلك كله بهدف تبادل المعارف والخبرات وتدارس القضايا الفنية والفكرية والمهنية التي يعرفها المجال، إما في شكل ندوات فكرية وعلمية أو في شكل ورشات تكوينية ولقاءات مهنية وحلقات خاصة بتكريم أبرز الوجوه التي بصمت صفحات هذا الفن، تأسيسا لثقافة الاعتراف والتقدير وترسيخا لأخلاق ومبادئ العناية.
ولعل أهم ما يميز هذا المهرجان كذلك كونه يشكل محطة لإعادة إحياء بعض المجموعات الغنائية العريقة والتي تعد امتدادا فنيا لفن الروايس لحثها على العودة إلى الممارسة الفنية وتشجيعها على الالتئام من جديد وإحياء نوستالجيا الأيام الجميلة التي تحن إليها الأجيال التي عايشتها إلى حدود الأمس القريب.
لقد أضحى المهرجان الوطني لفن الرويس، في السنوات الأخيرة، محط اهتمام العديد من الفاعلين والمهتمين بهدف ترسيخه كمحطة سنوية، أولا، وثانيا، بهدف تطويره وجعله رافعة أساسية للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية ودعامة أساسية للحفاظ على هذا التراث الثقافي الأمازيغي المغربي والإنساني.
قد يعجبك ايضا